بسم الله الرحمن الرحيم
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإعجاز العلمي في الصّلوات الخمس
]الحمد لله و الصّلاة و السّلام على رسول الله و آله و صحبه و بعد:
«إنّ الصّلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا»
إنّ
من أعظم النّعم لو كنّا نعقل ، هذه الصّلوات الخمس كلّ يوم و ليلة .
كفّارة لذنوبنا ، رفعة لدرجاتنا عند ربّنا ، ثمّ هي علاج عظيم لمآسينا ، و
دواء ناجع لأمراضنا، و قرّة لأعيننا. تسكب في ضمائرنا مقادير زاكية من
اليقين..
و تملأ جوانحنا بالرّضا.
]كلهذا فضلا عما تمنحنا إيّه من راحة للأبدان و العقول. فإنّ لها ارتباطا مع
ما يشهده الجسم البشريّ من تغيّرات في يومه و ليلته. و ماخفي من أسرار
الباري عزّ وجلّ كان أجلّ و أعظم فما هذا إلاّ غيض من فيض:
]صلاة الصّبح:
يستيقظ المسلم في الصّباح ليصلّي صلاة الصّبح وهو على موعد مع 3 تحوّلات مهمّة :
الإستعداد لاستقبال الضّوء في موعده ممّا يخفّض من نشاط الغّدة
الصّنوبريّة و ينقص الميلاتونين و ينشّط العمليّات الأخرى المرتبطة
بالضّوء.
نهاية سيطرة الجهاز العصبي غير الودّي المهدّئ ليلا و انطلاق الجهاز الودّي المنشّط نهارا .
الإستعداد
لاستعمال الطّاقة التي يوفّرها ارتفاع الكورتيزون صباحا, وهو ارتفاع يحدث
ذاتّيا وليس بسبب الحركة و النّزول من الفراش بعد وضع الإستلقاء كما أنّ
هرمون السيرنوتين يرتفع في الدّم و كذلك الأندرفين .
صلاة الظّهر
يصلّي المسلم الظّهر و هو على موعد مع 3 تفاعلات مهمّة :
يهدّئ نفسه من النّاحية الجنسيّة حيث يبلغ التستوستيرون قمّته في الظّهر .
يهدّئ نفسه بالصّلاة إثر الإرتفاع الأوّل لهرمون الأدرينالين آخر الصّباح .
تطالب السّاعة البيولوجيّة الجسم بزيادة الإمدادات من الطّاقة إذا لم يقع تناول وجبة سريعة وبذلك تكون
الصّلاة عاملا مهدّئا للتّوتّر الحاصل من الجوع .
صلاة العصر:
مع التّأكيد البالغ على أداء الصّلاة لأنها مرتبطة بالقمّة الثّانية
للأدرينالين و هي قمّة يصحبها نشاط ملموس في عدّة وظائف خاصّة الّنشاط
القلبيّ , كما أنّ أكثر المضاعفات عند مرضى القلب تحدث بعد هذه الفترة
مباشرة ممّا يدلّ على الحرج الذي يمرّ به العضو الحيوي في هذه الفترة
ومن
الطّريف أنّ أكثر المضاعفات عند الأطفال حديثيّ الولادة تحدث أيضا في هذه
الفترة حيث أنّ موتهم يبلغ أقصاه في الساعة 2 بعد الظّهر , كما أنّ أكثر
المضاعفات لديهم تحدث بين الثّانية و الرّابعة بعد الظّهر بالّنسبة للجسم
عموما و القلب خصوصا, ( أغلب مشكلات الأطفال حديثيّ الولادة مشكلات قلبّية
تنفسيّة ) وحتّى عند البالغين الأسوياء حيث تمرّ أجسامهم في هذه الفترة
بصعوبة بالغة بارتفاع ببتيد خاصّ يؤدّي إلى حوادث و كوارث رهيبة . وتعمل
صلاة العصر على توقّف الإنسان عن أعماله ومنعه من الإنشغال بأيّ شيء أخر
إتقّاء لهذه المضاعفات
صلاة المغرب:
هي موعد التّحول من الضّوء إلى الظّلام وهو عكس ما يحدث في صلاة الصّبح,
ويزداد إفراز الميلاتونين بسبب بدء دخول الظّلام فيحدث الإحساس بالنّعاس و
الكسل و بالمقابل ينخفض السيروتين و الكورتيزون و الأندروفين .
صلاة العشاء:
هي
موعد الإنتقال من الّنشاط إلى الّراحة عكس صلاة الصّبح . وتصبح محطّة
ثابتة لانتقال الجسم من سيطرة الجهاز العصبي الودّي إلى سيطرة الجهاز غير
الودّي لذلك فقد يكون هذا هو السّر في سنّة تأخير هذه الصّلاة إلى قبيل
النّوم للإنتهاء من كلّ المشاغل ثم النّوم مباشرة بعدها. و في هذا الوقت
تنخفض حرارة الجسم ودقّات القلب و ترتفع هرمونات الدّم .
ومن الجدير بالملاحظة أن توافق هذه المواعيد الخمسة مع التّحولات
البيولوجيّة المهمّة في الجسم يجعل من الصّلوات الخمس منعكسات شرطيّة
مؤثّرة مع مرور الزّمن. فيمكن أن نتوقّع أنّ كلّ صلاة تصبح في حدّ ذاتها
إشارة لانطلاق عمليّات ما. حيث أنّ الثّبات على نظام يوميّ في الحياة ذو
محطّات ثابتة. كما يحدث في الصّلاة مع مصاحبة مؤثّر صوتيّ وهو الآذان.
يجعل الجسم يسير في نسق مترابط جدّا مع البيئة الخارجيّة.
و
نحصل من جرّاء ذلك على انسجام تامّ بين المواعيد البيولوجيّة داخل الجسم و
المواعيد الخارجيّة للمؤثّرات البيئيّة كدورة الضّوء و دورة الظّلام، و
المواعيد الشرعيّة بأداء الصّلوات الخمس في مواقيتها.
مقتبس من مجلّة :" الإعجاز العلمي" العدد 15 مقالات الدّكتور زغلول النّجّار.