البعض يفضل أن يمسك العصا من
الوسط ، مثل الفتاة التي قررت ارتداء الحجاب ولكنها لا تريد أن يحرمها
الحجاب من شئ فتتزين وتتجمل وتتعطر لتبدو فاتنة بحجابها ، ولا تكتفي بذلك
بل تراها وسط ( الشلة ) أكثرهن صخبا وأشدهن جرأة وتهريجا ، وهكذا تصل
لنقطة الصفر علي الطرفين ، فلاهي محجبة لعدم التزامها بشروط الحجاب
الشكلية والسلوكية ولا هي ( روشة وجريئة ) وإلا لماذا ترتدي الحجاب ؟
قال
تعالي في سورة طه مخاطبا نبي الله موسي عليه وعلي رسولنا أفضل السلام (
وما تلك بيمينك يا موسي * قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها علي غنمي ولي
فيها مآرب أخري ) إذا أردت أن تستعمل العصا في كل المآرب التي ذكرها أو
أضمرها في نفسه سيدنا موسي فلابد أن تمسك بها من طرفها بقوة ووضوح ، ولن
ينفعك أن تمسكها من النص .
ربما تخاف الفتاة ألا تبدو جميلة بالحجاب
وينصرف عنها العرسان ، ولكنها في الحقيقة ستبدو جديرة بالاحترام وشخصيتها
وصفاتها الأخرى هي التي ستؤثر في رأي الناس فيها ، كما أن الزواج بالتحديد
قسمة ونصيب ، أما إذا كانت تريد أن تدفع عن نفسها تهمة التزمت والانغلاق
ولذلك ترفع صوتها و تجلجل ضحكاتها وتبالغ في حركاتها فإن ذلك سيوقعها فيما
هو أسوأ ، ستبدو سوقية و خفيفة وتفتقد الثقة بالنفس .
الأهم من الثقة بالنفس أو بالناس الثقة واليقين في الله سبحانه وتعالي ، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك .
حتي
يكتمل حجابك احرصي علي شروطه الشرعية ألا يصف ولا يشف ، ولا يكون زينة في
ذاته ، هذا من ناحية الشكل ، أما السلوك فاحرصي علي السلوك الراقي المتزن
وقدمي نفسك للناس والحياة كإنسانة وليس كأنثي .
إذا أردت التميز
اشغلي نفسك بكل ما يثريك من الداخل ، العلم والخلق والدين ، وكوني معطاءة
وفي شهر رمضان تتسع مجالات العطاء وتوجد كثير من الأنشطة الخيرية التي
يمكن المساهمة فيها ، والعديد من الفتيات تنتظم في جمعيات خيرية يسهمن
فيها من خلال زيارات ملاجئ الأيتام ودور المسنين وزيارات الفقراء
والمحتاجين في القري والنجوع .
في أوقات الفراغ استمتعي بكل مسرات
الحياة البريئة وحافظي علي براءتك وحياءك فهي أجمل ما تملكين ، كانوا
يقولون في الأمثال ( أشد حياء من العذراء في خدرها )
تمسكي ببراءتك
وسلامة نيتك فهذا هو أفضل مساحيق التجميل التي تزين وجهك وتشع بريقا في
عينيك وتضفي عليك جاذبية ونضارة تحسدك عليها النساء ، ولا تتعجلي اللجوء
للأصباغ واستخدام حيل اللف والدوران النسائية وادعاء الجرأة وعدم الحياء ،
اتركي ذلك لعواجيز الفرح واحتفظي أنت برونقك الطبيعي وبهجة سنك الصغير .
حتي
يكتمل حجابك حددي موقفك بوضوح وحسم ، واعرفي جيدا أين تقفين ، ولاداعي
للتشتت وعدم الثبات ، أقصر طريق يوصلك لهدفك وأسرع سبيل يحقق لك أحلامك هو
الطريق المستقيم .، فلا تلتفتي يمينا ويسارا ، ولا تمسكي بالعصا من وسطها
فتصبح بلا معني ولا فائدة ولكن اقبضي عليها جيدا ولوحي بها في وجه شياطين
الإنس والجن الذين يزينون لك أن تحيدي عن طريقك .