الانتخابات الاسرائيلية نذير شؤم لعملية السلام
افيغدور ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا يحتفل في مقر الحزب
القدس (ا ف ب) - تحمل نتيجة الانتخابات الاسرائيلية نذير شؤم لعملية السلام مع تحول الراي العام الاسرائيلي الى اليمين كما اكد محللون الاربعاء.
وقال المحلل السياسي مناحيم كلاين ان "المجتمع الاسرائيلي اتجه فعلا نحو اليمين. وبنتيجة ذلك من الصعب تخيل ان تكون الحكومة المقبلة مستعدة للقيام بالتنازلات المطلوبة للتوصل الى اتفاق" مع الفلسطينيين.
وتفيد النتائج النهائية ان حزب كاديما (يمين الوسط) حصل على 28 مقعدا (مقابل 29 في البرلمان المنتهية ولايته) والليكود على 27 مقعدا (مقابل 12) والحزب اليميني المتطرف اسرائيل بيتنا على 15 مقعدا (مقابل 11).
ويبدو زعيم الليكود بنيامين نتانياهو الذي يتمتع بدعم اليمين المتطرف والاحزاب اليمينية في موقع افضل لتشكيل ائتلاف حكومي لتحقيق اغلبية من 65 نائبا من اصل 120.
واعلن زعيم "اسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان الذي حل ثالثا بوضوح انه يريد تشيكل حكومة يمينية.
وكان من شان هذا ان يثير بالطبع قلق الفلسطينيين ومن بينهم المفاوض الفلسطيني صائب عريقات الذي اعتبر ان النتائج تنذر "بشلل" عملية السلام.
وقال عريقات الثلاثاء لوكالة فرانس برس ان نتائج الانتخابات تظهر انه "لن تكون هناك حكومة اسرائيلية قادرة على تلبية متطلبات السلام الفلسطيني والعربي".
واضاف "واضح ان الناخب الاسرائيلي صوت لوضع شلل في اسرائيل تجاه عملية السلام".
وقال الخبير السياسي اشير كوهن في جامعة بار ايلان قرب تل ابيب ان الفلسطينيين يعتقدون ان ليفني هي السياسية الوحيدة التي لا تزال معنية بالتوصل الى اتفاق بعد ان قادت جهود التوصل الى السلام منذ استئنافها في تشرين الثاني/نوفمبر 2007.
ولكن بحصولها على حوالى ربع مقاعد الكنيست الذي يضم 120 نائبا سيكون من الصعب على ليفني ان تشكل حكومة بدون ليبرمان الذي يعارض التفاوض مع الفلسطينيين.
وفي حال قام نتانياهو بتشكيل الحكومة "فسيواصل الحوار مع الفلسطينيين لكنه لن يقدم التنازلات المطلوبة للتوصل الى اتفاق" كما قال كلاين.
واعلن نتانياهو المتشدد بوضوح انه يعارض اخلاء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة واي تقاسم للمدينة المقدسة وكلاهما من النقاط الحساسة في المفاوضات.
ويعتقد نتانياهو ان على اسرائيل ان تركز على مساعدة الاقتصاد في الضفة الغربية لكن الفلسطينيين ليسوا مستعدين لقبول التسوية التي يتطلبها حل النزاع برأيه.
وقال كاتب المقالة في يديعوت احرونوت سيفر بلوتزكر "كلام فارغ. كيف يمكن تحسين حياة الفلسطينيين بدون ازالة الحواجز؟"
واضاف "ثم كيف يمكن لحكومة برئاسة نتانياهو ان تساعد الاقتصاد الفلسطيني في وقت لم تجد المليارات التي انفقها الواهبون نفعا؟"
ويعلق الفلسطينيون امالهم على الادارة الاميركية برئاسة باراك اوباما لكي تمارس ضغوطا على اسرائيل.
ويقول علي الجرباوي استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية ان "الاميركيين سيحاولون اعطاء دفعة لعملية السلام لكن ذلك لن يكون سهلا. لن يتمكنوا من لي ذراع اسرائيل".
واستؤنفت مفاوضات السلام بعد سبع سنوات من التعثر في مؤتمر انابوليس في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 لكنها لم تحقق اي تقدم.
هذا المحتوى من