دع الندامة لا يذهب بك الندم *فلست أول من زلت به قدم
هي المقادير والأحكام جارية *وللمهيمن في أحكامه حِكمُ
خفِّض عليك فما حالٌ بباقية *هيهات لا نعمٌ تبقى ولا نقم
قد كنت بالأمس في عز في دعة ٍ *حيث السرور وصفوا العيش والنعم
واليوم أنتَ بدار الذلِّ مُمتهنٌ *صفرُ اليدين فلا بأسٌ ولا كرمُ
كأن سيفك لم تلمع بوراقه *وغيث سيبك لم تهمع له ديم
ما كان أغناكَ عن حِلٍّ ومرتحلٍ *لولا القضاءُ وما قد خطَّه القلمُ
يا سفرة ً أسفرت عن كلِّ بائِقة ٍ *لا أنتجت بعدك المهرية الرسم
حللت في سوح قومٍ لا خلاق لهم *سِيان عندهم الأنوارُ
تسطو بأسدِ الشَّرى فيها ثعالبُها *والصقر تصطاده الغربان والرخم
ويفضل الغمدُ يومَ الفخر صارمَه *وتستطيلُ على ساداتها الخدمُ
إن لم يبِنْ لهم فضلي فلا عَجبٌ *فليس يطرب شادٍ من به صمم
أو أنكروا في العلى قدري فقد شهدت *حتماً بما أنكروه العُربُ والعجمُ
ما شان شأني مقامي بين أظهرهم *فالتبرُ في التُّرب لم تنقص له قِيمُ
لا تعجبوا لهمومي إن برت جسدي *وأصبحت نارُها في القلب تَضطرمُ
فهم كل امرئٍ مقدار همته *وليس يفترقان الهَمُّ والهِممُ
لا كان لي في رقاب المعتفين يدٌ *ولا سعت بي إلى نحو العلى قدم
لا تعجبوا لهمومي إن برت جسدي *وأصبحت نارُها في القلب تَضطرمُ
فهم كل امرئٍ مقدار همته *وليس يفترقان الهَمُّ والهِممُ
لا كان لي في رقاب المعتفين يدٌ *ولا سعت بي إلى نحو العلى قدم
إن لم أشقَّ عُباب البحر ممتطياً *هوجاءَ ليس لها عُقْلٌ ولا خُطُمُ
أما الركابُ فقد أوليتُهنَّ قِلى ً *والخيلُ لا قرعت أشداقَها اللُّجمُ
ما زلتُ أطوي عليها كلَّ مقفرة *يهماء لا نصبٌ فيها ولا علم
فلم أنل عندها مما أُؤمِّلُه *إلاّ أمانيَّ نفس كلُّها حُلمُ
يا للرجال لخطب جل فادحه *حتى المعارفُ ضاعت عندها الذممُ
ما إن وثقت بخلّ أو أخي ثقة ٍ *إلاَّ دهاني بخطب شرُّه عَممُ
وكلُّ ذي رَحمٍ أوليتُه صلة ً *شكت إلى ربِّها من قطعِه الرَّحِمُ
هذا ابن أمي الذي راعيت قربته *ما كان عندي بسوء الظنِّ يُتَّهم
أدنيته نظراً مني لحرمته *وذو الديانة للأرحام يحترمُ
أضحى لعِرضي مع الأعداءِ منتهكاً *وراح للمال قبل الناس يلتهم
ما صانَ لي نسباً يوماً ولا نشباً *ولا رعى لي عهوداً نقضُها يَصِمُ
قد كنتُ أحسبَه بالغيب يحفظني *ولو زواني عنه الموت والعدم
حتى إذا غبت عنه قام منتهباً *داري وراح لما خلَّفتُ يغتنمُ
تالله ما فعل الأعداء فعلته *كلا ولا اهتضموا ما ظل يهتضم
هلاَّ نَهاهُ نُهاه أو حفيظتُه *عن سلب ما حلي النسوان والحرم
وافى بهن وما أوفى بذمته *سلباً عواطل لا سورٌ ولا خدم
أين الفتوة إن لم ينهه ورعٌ *ولم يَخَفْ غبَّ ما قد راح يجترم
هبه أضاعَ إخائي غير محتشمٍ *أليس عن دون هذا المرء يحتشم
كأنَّه كان مطويّاً على إحنٍ *فعندما غبت عنه راح ينتقم
ما كان هذا جزائي إذ رعيتُ له *حقَّ الاخاءِ ولكن للورى شيمُ
فقل سلامٌ على الأرحام ضائعة ً *فقد لعمري أضاعت حقَّها الأممُ
ابن معصوم المدنى
هي المقادير والأحكام جارية *وللمهيمن في أحكامه حِكمُ
خفِّض عليك فما حالٌ بباقية *هيهات لا نعمٌ تبقى ولا نقم
قد كنت بالأمس في عز في دعة ٍ *حيث السرور وصفوا العيش والنعم
واليوم أنتَ بدار الذلِّ مُمتهنٌ *صفرُ اليدين فلا بأسٌ ولا كرمُ
كأن سيفك لم تلمع بوراقه *وغيث سيبك لم تهمع له ديم
ما كان أغناكَ عن حِلٍّ ومرتحلٍ *لولا القضاءُ وما قد خطَّه القلمُ
يا سفرة ً أسفرت عن كلِّ بائِقة ٍ *لا أنتجت بعدك المهرية الرسم
حللت في سوح قومٍ لا خلاق لهم *سِيان عندهم الأنوارُ
تسطو بأسدِ الشَّرى فيها ثعالبُها *والصقر تصطاده الغربان والرخم
ويفضل الغمدُ يومَ الفخر صارمَه *وتستطيلُ على ساداتها الخدمُ
إن لم يبِنْ لهم فضلي فلا عَجبٌ *فليس يطرب شادٍ من به صمم
أو أنكروا في العلى قدري فقد شهدت *حتماً بما أنكروه العُربُ والعجمُ
ما شان شأني مقامي بين أظهرهم *فالتبرُ في التُّرب لم تنقص له قِيمُ
لا تعجبوا لهمومي إن برت جسدي *وأصبحت نارُها في القلب تَضطرمُ
فهم كل امرئٍ مقدار همته *وليس يفترقان الهَمُّ والهِممُ
لا كان لي في رقاب المعتفين يدٌ *ولا سعت بي إلى نحو العلى قدم
لا تعجبوا لهمومي إن برت جسدي *وأصبحت نارُها في القلب تَضطرمُ
فهم كل امرئٍ مقدار همته *وليس يفترقان الهَمُّ والهِممُ
لا كان لي في رقاب المعتفين يدٌ *ولا سعت بي إلى نحو العلى قدم
إن لم أشقَّ عُباب البحر ممتطياً *هوجاءَ ليس لها عُقْلٌ ولا خُطُمُ
أما الركابُ فقد أوليتُهنَّ قِلى ً *والخيلُ لا قرعت أشداقَها اللُّجمُ
ما زلتُ أطوي عليها كلَّ مقفرة *يهماء لا نصبٌ فيها ولا علم
فلم أنل عندها مما أُؤمِّلُه *إلاّ أمانيَّ نفس كلُّها حُلمُ
يا للرجال لخطب جل فادحه *حتى المعارفُ ضاعت عندها الذممُ
ما إن وثقت بخلّ أو أخي ثقة ٍ *إلاَّ دهاني بخطب شرُّه عَممُ
وكلُّ ذي رَحمٍ أوليتُه صلة ً *شكت إلى ربِّها من قطعِه الرَّحِمُ
هذا ابن أمي الذي راعيت قربته *ما كان عندي بسوء الظنِّ يُتَّهم
أدنيته نظراً مني لحرمته *وذو الديانة للأرحام يحترمُ
أضحى لعِرضي مع الأعداءِ منتهكاً *وراح للمال قبل الناس يلتهم
ما صانَ لي نسباً يوماً ولا نشباً *ولا رعى لي عهوداً نقضُها يَصِمُ
قد كنتُ أحسبَه بالغيب يحفظني *ولو زواني عنه الموت والعدم
حتى إذا غبت عنه قام منتهباً *داري وراح لما خلَّفتُ يغتنمُ
تالله ما فعل الأعداء فعلته *كلا ولا اهتضموا ما ظل يهتضم
هلاَّ نَهاهُ نُهاه أو حفيظتُه *عن سلب ما حلي النسوان والحرم
وافى بهن وما أوفى بذمته *سلباً عواطل لا سورٌ ولا خدم
أين الفتوة إن لم ينهه ورعٌ *ولم يَخَفْ غبَّ ما قد راح يجترم
هبه أضاعَ إخائي غير محتشمٍ *أليس عن دون هذا المرء يحتشم
كأنَّه كان مطويّاً على إحنٍ *فعندما غبت عنه راح ينتقم
ما كان هذا جزائي إذ رعيتُ له *حقَّ الاخاءِ ولكن للورى شيمُ
فقل سلامٌ على الأرحام ضائعة ً *فقد لعمري أضاعت حقَّها الأممُ
ابن معصوم المدنى