سبب كتابة البحث
السبب الريئسى هو المحافظة على السنة وتصفيتها من البدع والمحدثات
صارت منذ ازمان متفاوتة فى جميع بلاد المسلمين بعد المخالفات التى هى ليست من السنة فى شئ فى اهم العبادات وهى الصلاة الركن الثانى من هذا الدين الحنيف والتى هى من اعظم العبادات الى الله عز وجل
والمخالفات كثيرة وكثيرة ومن المعلوم ان الاخطاء تتفاوت فى العلم والعمل والاسرار عليها و تركها
فهناك اخطاء بسيطة الشيوع بين الناس وقليلة العدد هذة بإذن الله عز وجل يقضى عليها
وهناك اخطاء سريعة الشيوع مندرجة بين اقوام واقوام فهذا النوع من الاخطاء صعبة التغير بسهولة و ليست مثل السابق لان الذى يقوم بهذا الخطاء انما يقوم به وانه مقتنع أنه على علم وبصيرة فهذا ما يسمى الجهل المركب ..نسأل الله تعالى السلام
ومن هذة الاخطاء ((المصافحة بعد التسليم من الصلاة مباشرة))
فهذا البحث متعلق ببدعة منتشرة بين المساجد فى جميع أنحاء بلاد المسلمين إلا من رحم ربى وهى ان ترى من يقوم من المصلين مباشرة بعد الانتهاء من الصلاة دون اى لحظة بالمصافحة بالايدى على جميع المصلين
ثم ترى قولهم حرما ويرد عليه جمعا اى انهم كانهم يدعون ان يصلوا فى الحرم الشريف
وترى ايضا من الاقوال البدعية الفاتحة للنبى او لفلان او بنية كذا وكذا
فهذة الامور بل شك ليست من السنة فى شئ
واننى لما رأيت هذا استعنت بالله الواحد القهار خالق الليل والنهار ان اوضح هذا الخطئ
من السنة المطهرة الصحيحة البريئة من البدع والمحدثات .
هدى النبى الكريم صلى الله عليه واله وسلم بعد التسليم من الصلاة
أعلم اخى المسلم وأختى المسلمة:/-
أن خير الهُدىَ هو هُدىَ نبينا الكريم على السلام وأن لاهدى بعدهديه عليه السلام
كما جاء وتواتر عنه عليه السلام فى خطبه الحاجة أنه قال ((وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم))
فكان النبى صلى الله عليه وسلم فى كل خطبة الحاجة يذكر هذا القول معلماً به امته بأن لا هدى إلا هديه عليه السلام.
جاء عندالامام الجبل البخارى رحمه الله تعالى:6819من حديث مالك بن الحويرث قال
: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقا فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا أو قد اشتقنا سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه قال ( ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم ) . وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها ( وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم )
فهنا الزاما أن نصلى كما كان النبى الكريم عليه السلام يصلى والصلاة تشمل جميع ما جائت به من حيث الاعداد لها قبل الصلاة وبعد الصلاة
جاء عند الامام ابن ماجة رحمه الله تعالى:924
من حديث عائشة رضى الله عنها قالت
: - كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول ( اللهم أنت السلام ومنك السلام . تباركت يا ذا الجلال والإكرام).
تأمل وصف ام المؤمنين عائشة رضى الله تعالى عنها للنبى الكريم عليه الصلاة والسلام بعده تسليمه من الصلاة بانه عليه السلام كان يسبح وإن كان يسلم و يصافح مثل ما يفعله المصلين الان لكانت وصفت لنا ام المؤمنين عائشة رضى الله تعالى
جاء عند الامام ابن ماجة رحمه الله تعالى:927
من حديث أبي ذر قال*
: - قيل للنبي صلى الله عليه وسلم . وربما قال سفيان قلت يا رسول الله ذهب أهل الأموال والدثور بالأجر . يقولون كما نقول وينفقون ولا ننفق . قال لي ( ألا أخبركم بأمر إذا فعلتموه أدركتم من قبلكم وفتم من بعدكم . تحمدون الله في دبر كل صلاة وتسبحونه وتكبرونه ثلاثا وثلاثين وثلاثا وثلاثين وأربعا وثلاثين) )
جاء عند الامام العلم مسلم رحمه الله تعالى
591
من حديث ثوبان قال
: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام).
والاحاديث هنا كثيرة ولكن لعدم الاطالة
قلت:-
فهنا معظم الاحاديث النبوية الصحيحة تدل على ان النبى الكريم عليه السلام كان لايهتم بأى شئ بعد التسليم من الصلاة إلا بالذكر والاستغفار ولم يكن من هديه عليه السلام المصافحة.
جاء فى المغنى:ص 1/630
وقال أبو هريرة : [ جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلي يصومون كما نصوم ولهم فضل أموالهم يحجون بها ويعتمرون ويتصدقون فقال : ألا أحدثكم بحديث أن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيهم غلا من عمل مثله ؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين.
قلت:-
تأملوا اخوانى فى الله تعالى حديث سفيان و موقف الفقراء وان النبى الكريم امرهم ان يسبحواالله تعالى دبر كل صلاة حتى يدركوا اجر من سبقهم ولم يقل لهم النبى الكريم عليه السلام افشوا السلام بينكم بعد دبر كل صلاة مع العلم انه عليه السلام ربط دخول الجنة والايمان والمحابة بإفشاء السلام فهذة هى السنة الصحيحة.
لان هذا الموطن خاص بالصلاة وما يتعلق بها من احكام فكان من افضل القربات بعد التسليم من الصلاة هو ذكر الله تعالى بالهيئة التى امر النبى الكريم بها اصحابه رضى الله تعالى عنهم
قال الامام ابن القيم فى زاد المعاد ص 285ان إذا سلم استغفر ثلاثا وقال : [ اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ]
ولم يمكث مستقبل القبلة إلا مقدار ما يقول ذلك بل يسرع الانتقال إلى المأمومين
وكان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس
قال الشافعى رحمه الله تعالى فى الام:-1/241أخبرنا الشافعي قال : أخبرنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب قال : أخبرتني هند بنت الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : [ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من صلاته قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه يسيرا ] قال ابن شهاب : فنرى مكثه ذلك - والله أعلم - لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم.
قلت:-
فهذا كل ما ورد فى فعل النبى الكريم عليه السلام بعد التسليم من الصلاة.
ولم يكن من هديه عليه الصلاة والسلام المصافحة بعد التسليم من الصلاة مباشرة
واننى اقتصر وكما يقال خير الكلام ما قل ودل